تعريف السنة عند الفقهاء: يُعرف الفقهاء السنة بأنها ما ثبت عن رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- وما لم يكن فرضًا في الإسلام وواجبًا كالصلاة وصيام رمضان مثلًا، والسنة عند الفقهاء لا يُعاقب من يرتكها ويُثاب من يقوم بأدائها، والله أعلم. الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية أثبت العلم الحديث كثيرًا من الحقائق العلمية التي تناولتها مصادر التشريع الإسلامي منذ زمن بعيد، فكان العلم الحديث دليلًا مرئيًا على إعجاز القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهذا ما أدى إلى ازدياد المهتمين بموضوع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ودفع المسلمين إلى مواجهة المفترين على هذا الدين بالدلائل العلمية التي لا يمكن تكذيبها، وفيما يأتي حديث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية: الإعجاز العلمي في القرآن الكريم أخبر القرآن الكريم منذ ما يزيد عن ألف وأربعمئة عام بكثير من الحقائق العلمية التي لم تكن معروفة وقت نزول القرآن الكريم وإنّما عرفها الناس مع الثورة العلمية التي وصل إليها الإنسان في القرن الماضي والسنوات الاخيرة، ومن أمثلة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، قال تعالى في سورة النبأ: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} [٦] ، في هذه الآية المباركة صورة من صور الإعجاز في القرآن الكريم، فقد أثبت العلم الحديث عن وظيفة الجبال تثبيت الكرة الأرضية من المَيَلان والاضطراب، فتمثل الجبال وظيفة الوتد في الخيمة، فكما الأوتاد تثبت الخيم فإنَّ الجبال تثبت الأرض وظيفتها تثبيت الأرض كي لا تميد بالناس وتميل بهم، وجاءت هذه الحقيقة العلمية في قول الله تعالى في سورة النحل: {وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [٧] ، والأمثلة كثيرة والمغزى واحد وهو أن القرآن الكريم كتاب معجز من عند الله والدلائل هي الحقائق العلمية الكثيرة التي جاء بها.
وقد ثبت بالدراسات المستفيضة في مجال علم الأجنة البشرية أن هذه المراحل لا تبدأ إلاَّ مع نهاية مرحلة المضغة، أي مع نهاية الأسبوع السادس من بدء الحمل (بعد ثنتين وأربعين ليلة) وبذلك يثبت صدق رسول الله r في الحديثين المذكورين، وفي كل حديث قاله. كيف عرف محمد رسول الله r هذه الدقائق العلمية المعقدة، والمتناهية الدقَّة في خلق الجنين، والتي تتراوح أبعادها بين الجزء من عشرة آلاف جزء من الملليمتر حتى تصل إلى حوالي عشرة ملليمترات فقط؟! [6]. وهذه المراحل الجنينية حتى لو نزلت مع السّقط وهي غارقة في الدماء ما كان ممكنًا للإنسان أن يُدركها فضلاً عن رؤيتها، ووصفها، وتسميتها بأسمائها الصحيحة، ومن هنا كانت تعبيرات وصف مراحل الجنين كما جاء في الحديث السابق من أوضح جوانب الإعجاز العلمي في سُنَّة رسول الله r ، ودليلاً ناصعًا على صدق نبوته r. هذه بعض الإشارات العلمية في سُنَّة رسول الله r ، والمجال لا يتَّسع لعرض المزيد منها، ولكنها تؤكِّد بما لا يدع مجالاً للشكِّ صدق النبي محمد r فيما بَلَّغ عن ربِّ العزَّة. د. راغب السرجاني [1] للتعرف على الضوابط التي حددها العلماء لكون الحديث النبوي معتبرًا في أحاديث الإعجاز العلمي انظر: زغلول النجار: الإعجاز العلمي في السُّنة النبوية ص26-32.