قال مرتين أو ثلاثاً ". " وأما عثمان رضي الله عنه: فخلافته صحيحة بالإجماع ، وقُتل مظلوماً ، وقتلته فسقة ؛ لأن موجبات القتل مضبوطة ، ولم يجر منه رضي الله عنه ما يقتضيه.... وإنما قتله همج ورعاع من غوغاء القبائل ، وسفلة الأطراف ، والأرذال ، تحزبوا وقصدوه من مصر فعجزت الصحابة الحاضرون عن دفعهم ، فحصروه حتى قتلوه رضي الله عنه ". انتهى من " شرح مسلم " ( 15 / 148 ، 149). 3. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: " وأما الساعون في قتله – يعني: عثمان - رضي الله عنه: فكلهم مخطئون ، بل ظالمون ، باغون ، معتدون ، وإن قُدِّر أن فيهم من قد يغفر الله له: فهذا لا يمنع كون عثمان قُتل مظلوماً " انتهى من " منهاج أهل السنَّة " ( 6 / 297). وقال – رحمه الله -: " والذين خرجوا على عثمان: طائفة من أوباش الناس ". انتهى من " منهاج السنة النبوية " ( 8 / 164). فتبين مما سبق: عدم مشاركة أحد من الصحابة رضي الله عنهم في قتل عثمان رضي الله عنه ، وأن من فعل ذلك فهو يستحق اللعن والسب ، وقد قتلوا جميعاً شر قتلة. روى أحمد في " فضائل الصحابة " ( 1 / 501) بإسناد صحيح عن عَمْرة بنت أرطأة العدوية قالت: " خرجت مع عائشة سنة قتل عثمان إلى مكة ، فمررنا بالمدينة ، ورأينا المصحف الذي قتل وهو في حَجره ، فكانت أول قطرة من دمه على هذه الآية ( فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم) قالت عمرة: فما مات منهم رجل سويّاً " انتهى.
أنّهم يسخرون ويستهزؤون بالمؤمنين. أنّهم يحلفون كذباً تقية خشية القتل. أنّ الله سبحانه وتعالى قد ختم على قلوبهم، فلا يصل إليها حقّ ولا نور. أنّهم يتميّزون بعِظَم الأجسام والبلاغة في الخطاب، فكأنّهم صور لا حقيقة لها. أنّ الخوف والهلع يأكل قلوبهم. أنّهم محكوم عليهم بالفسق. أنّهم محرومون من الهداية إلى الحقّ. وأمّا عن منزلة المنافقين في النّار، فهي كما ذكرها الله سبحانه وتعالى بقوله:" إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا "، النساء/145، وهذا الدّرك قيل: هو أسفل النّار، لأنّ للنّار دركات كما للجنّة درجات، وقال سفيان الثوري:" توابيت تغلق عليهم "، وقال أبو هريرة:" بيوت لها أبواب تطبق عليهم "، وأمّا صفات المنافقين الواردة في الحديث الشّريف فهي:" خيانة الأمانة، الكذب في الحديث، الغدر عند العهد وعدم الوفاء به، الفجور في الخصام، وهو عدم قبول الحقّ بعد ظهوره "، كما جاءت هذ الصّفات في الحديث الذي جاء في الصّحيحين من حديث عبد الله بن عمرو، أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" أربع من كنّ فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهنّ كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر ".