مصدر الصورة DC Movies يشهد فيلم "باتمان ضد سوبرمان"، وهو أحدث الأفلام التي تتناول أبطالا خارقين، مواجهة بين بطلين أسطوريين، يرتدي كل منهما رداءً مميزا. فلمن تكون الغلبة؟ الناقد السينمائي نيكولاس باربر يلقي نظرة على الفيلم في السطور التالية. مثلما يوحي العنوان؛ يدور فيلم "باتمان ضد سوبرمان: فجر العدالة" حول صراع بين محقق خاص ملثم لديه سيارة مجهزة بأسلحة آلية، وكائن فضائي قادر على الطيران يرتدي رداءً أحمر، وتطلق عيناه أشعة الليزر. للوهلة الأولى، تبدو هذه الأحداث أجدر بأن تُقدم في صورة فيلم للرسوم المتحركة، موجه للأطفال ومفعم بالصخب والمرح، وهو بالفعل ما كان ممكنا قبل أربعة أو خمسة عقود. لكن ذلك لم يعد قائما. فأفلام الأبطال الخارقين أصبحت جادة بشكل أكبر بكثير مما كان معتادا، وليس هناك دليل على ذلك أكثر من "باتمان ضد سوبرمان"؛ هذه الملحمة التي أخرجها "زاك سنايدر"، وتدور أحداثها على مدى ساعتين ونصف الساعة. بل إن هذا الفيلم لم يكن ليصبح أكثر قتامة وكآبة مما بدا عليه، حتى لو كان عبارة عن وثائقي من أربعة أجزاء حول ما يعرف بـ "الطاعون الدبلي". ويبدأ "باتمان ضد سوبرمان"، وهو جزء ثانٍ لفيلم "مان أوف ستييل" (رجل من فولاذ)؛ بمشاهد تعيد تصوير المعركة التي شكلت ذروة أحداث ذاك الفيلم الأخير، والتي تدور بين سوبرمان (ويجسد شخصيته هنري كافيل) وخصومه من كوكب كريبتون.
وفي هذه الحالة فقط، يمكن للمرء أن يصدق أن المجرمين يشعرون بالذعر بالفعل من باتمان، بدلا من أن يهزأوا بسترته المطاطية وصوته الشبيه برغاء الجمل. أما عندما يخلع "باتمان" قناعه، فإنه يظل جديرا بالمشاهدة في شخصيته الأخرى، التي تُدعى بروس وايْن. AFP وبينما قدم كريستيان بَيل تلك الشخصية على أنها لشخص اجتماعي لطيف يتسم برجاحة العقل وقادر على العمل ضمن فريق، فإن وايْن – كما قدمه أفليك – كان شخصا عابسا سئِماً يتخلل الشيب شعره، ومولع بالخمر والتجسس الصناعي. باختصار، فقد انتزع سنايدر وفريقه ملامح شخصية "باتمان" في الفيلم الأخير، من بين صفحات قصة "دارك نايت ريترن" (عودة فارس الظلام)؛ تلك القصة المصورة التي أبدعها فرانك ميللر، وبدّلت الطريقة التي كان يتم بها تصوير باتمان. نتيجة لذلك، فقد سعى سنايدر وفريقه لتوخي الدقة في كل شيء، بدءا من مزاح باتمان مع خادمه العصبي ألفريد (يقوم بدوره جيريمي آيرونز) وصولا إلى سيارته الشهيرة – الأنيقة والمتينة في آن واحد - والمعروفة باسم "بات موبيل". ومن المؤسف أن يكون "باتمان ضد سوبرمان" غاصا للغاية بالحبكات الثانوية والمعارك العنيفة المُعدة بواسطة الكمبيوتر، والتي تصيب المشاهد بتبلد الإحساس.
منوعات الجمعة 2016/3/25 03:06 ص بتوقيت أبوظبي طرح المشاهدون قبل بدء عرض فيلم "باتمان ضد سوبرمان: فجر العدل" سؤالًا رئيسيًّا وهو "من سينتصر؟".. ففي حين أنه من المعروف أن قوى سوبرمان الخارقة يمكن أن تغلب مهارات باتمان البشرية في معركة بينهما، هل سيكون من الممكن لفارس الظلام "بات مان" أن يهزم سوبرمان الرجل الفولاذي؟ للإجابة على هذا السؤال، وجب تحليل سوبرمان أولاً: مادة "كريبتونيت"، وهي مادة مشعة، تضعف سوبرمان، ويقال إنها يمكن أن تقتله مثل أي إنسان، ولكن على الرغم من أن سوبرمان قد "مات" عدة مرات في القصص المصورة، وإلا أنه دائمًا ما كان يعود. وكانت أكثر تلك القصص شهرة هي قصة "موت سوبرمان" التي يحارب فيها وحشًا خارقًا يدعى "دومزداي"، رغم تمكن سوبرمان من قتل ذلك الوحش (أو على الأقل كان يعتقد أنه قتل) أصيب سوبرمان بإصابات فادحة تسببت في موته المؤقت على صفحات القصص المصورة.. ليعود بعد رحلة طويلة من التحولات إلى وضعه الطبيعي. ويستنتج من هنا أن "باتمان" يستطيع مواجه "سوبرمان" بمادة الكريبتونيت، أو أن يسلط وحشًا مثل "دومزداي" عليه كبديل للكريبتونايت، لكن "سوبرمان" قد ينهي "باتمان" البشري بضربة واحدة إذا لم يكن الأخير سريعًا كفاية للتأثير على "سوبرمان" بالكريبتونايت، لكن رغم نقص عامل القوة لدى "باتمان" يعوض فارس الظلام ذلك بالذكاء والدهاء.
ترسانة "باتمان" وأسلحته تعتمد تماما على التكنولوجيا، والاختراعات المتطورة التي تساعده على مواجهة الأشرار طوال عقود من حربه ضد الجريمة. فقد يقلد الرجل الحديدي "أيرون مان" ببناء بدلة خارقة ليستطيع تبادل اللكمات مع "سوبرمان"، وقد يستعمل تكتيكات التخفي والظلام لصالحه، لكن تكتيكات الظلام مع أسلحة مصنعة من الكريبتونيات قد تثبت فعاليتها في التمهيد للانتصار على "سوبرمان"، ولأن تلك المقارنة لا تنتهي بين البطلين الخارقين، فالعالم كله ينتظر فيلم "المواجهة" ليعرف العالم من المنتصر: البطل الخارق "سوبرمان" العائد من الموت أم فارس الظلام "باتمان"؟ دعاية فيلم باتمان ضد سوبرمان:
تدور احداث فيلم Batman v Superman Dawn of Justice 2016 مترجم ( باتمان ضد سوبرمان: فجر العدالة) حول المواجهة المنتظرة بين كل من سوبرمان والبطل الخيالي باتمان مع وجود مجموعة من الأبطال الخارقين، حيث الاثنين سوبرمان وباتمان ينشغلو بالصراع بينهم ويتركون المدينة حيث المدينة تتعرض لخطر مما يدفع البطلين لضرور التصدى لهذا الخطر ون يتركو ما بينهم. فيلم باتمان ضد سوبرمان: فجر العدالة فيلم Batman v Superman Dawn of Justice
الاختلاف هنا أن الصراع يُقدم هذه المرة من وجهة نظر رجل الشارع العادي، إذ يضطر السكان، تعساء الحظ، لمدينة ميتروبوليس إلى الفرار والارتعاد خوفا بينما تمطرهم ناطحات السحاب المُدمرة بالحطام المتساقط. فمن منظورهم، الذي يستحضر للذهن عمدا مشاهد الهجمات التي ضربت مركز التجارة العالمي، لا يبدو سوبرمان منقذا للبشرية، وإنما سلاحٌ حي يلحق دمارا واسع النطاق، وهو ما يثير أسئلة تظل تتردد على مدار باقي أحداث الفيلم؛ وهي: هل سوبرمان يشكل حقا قوة للحق والعدل؟ هل هو مسؤول عن آلاف الضحايا والخسائر المادية التي تناهز قيمتها مليارات الدولارات جراء صراعاته الهائلة؟ وهل يمكن أن ينقلب يوما ضد الجنس البشري؟ وإذا ما أقدم على ذلك، فهل سيكون بوسع أحد وقفه؟ وإذا ما كان بوسعنا الثقة في ما نشاهده في الأفلام الترويجية القصيرة للأعمال السينمائية؛ فإن تلك التساؤلات تشكل هي نفسها جزءا أساسيا من فيلم "كابتن أمريكا: الحرب الأهلية" الذي توشك شركة مارفل على طرحه في دور العرض. ولكن لا يمكن بأي حال أن يتسم هذا الفيلم المرتقب بالسوداوية والكآبة اللتين يصطبغ بهما "باتمان ضد سوبرمان: فجر العدالة". وقد شارك في كتابة "باتمان ضد سوبرمان" دافيد إس غوير، الذي ألف من قبل كذلك "رجل من فولاذ" وثلاثية "باتمان" التي أخرجها كريستوفر نولان.
ويجمع الفيلم الجديد ما بين الحبكات المتعددة المعلقة والمشحونة من جهة، وساحات المعارك العابقة بدخان الحروب التي يفضلها سنايدر من جهة أخرى. ويتضمن العمل نقاشات حول الفلسفة واللاهوت، أو عن مراكمة الإنسان لإرثه وعن فقدان الآباء والأمهات. وفي خلفية الأحداث، تدوي موسيقى أوبرالية، وضعها هانز تسيمر وجنكي إكس إل، بينما تكتسي المشاهد بألوان تتراوح بوضوح ما بين الأسود والرمادي الباهت. WARNER BROS وبالنظر إلى أنه لا وجود لمحاربي الجريمة فائقي القدرات، وأن ما من حاجة ملحة للشعور بالقلق حيال تأثير هؤلاء على الحضارة كما نعرفها، فلربما بدا لطيفا أن يقدم شخص ما فيلما عن بطل خارق بهدف إثارة حماسة وانفعال المشاهدين من صغار السن لا إصابتهم بالكوابيس. ولكن إذا ما كان المرء مستعدا للاقتناع بمعالجة متواضعة وذات طابع مزاجي لـ"البشر الخارقين"، كما يُطلق عليهم في الفيلم، فإن مخرجه سنايدر؛ هو الأكثر كفاءة لأداء هذه المهمة بلا ريب. باتمان في أفضل صوره؟ في واقع الأمر، يبدو "باتمان ضد سوبرمان" وكأنه تتويج جليل لكل ما حاول سنايدر فعله في أفلامه السابقة، منذ تقديمه لمشاهد العنف الوحشي المنفذة بشكل فني منمق في فيلم "300 أسبرطي"، مرورا بمشاهد الحلم المغرق في الخيال والشذوذ في فيلم "ساكر بَنش" وصولا إلى تقويض الطابع المجازي للفظة "بطل خارق"؛ كما حدث في فيلم "ووتش مين" (المراقبون)، وهو الأمر الذي يُشار إليه في ذلك العمل - كما سيلاحظ المهووسون من أصحاب النظر الحاد - من خلال عبارة مكتوبة على الجدران.