- قوله: وزاد مسلم، والتّرمذي، والنّسائي: (( وَمَنْ قَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ " فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ)). سبق شرح ما يشبه هذا الحديث في الأبواب السّابقة. وفي الحديث الأوّل الّذي فيه التّهليل قال صلّى الله عليه وسلّم: (( مُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ)) وفي حديث التّسبيح هذا قال: (( حُطَّّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ))، فقد يفيد بظاهره أنّ التّسبيح أفضل. قال القاضي عياض في الجواب عن هذا:" إنّ التّهليل المذكورَ أفضلُ ، ويكون ما فيه من زيادة الحسنات، ومحو السيّئات، وما فيه من فضل عتق الرّقاب، وكونه حرزا من الشّيطان زائدا على فضل التّسبيح وتكفير الخطايا؛ لأنّه قد ثبت أنّ من أعتق رقبة أعتق الله بكلّ عضو منها عضوا منه من النّار ، فقد حصل بعتق رقبة واحدة تكفير جميع الخطايا، وما يبقى له من زيادة عتق الرّقاب الزّائدة تنقلب حسنات.. " ولذلك قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في حديث التّهليل (( وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ)). الحديث السّادس: وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( مَنْ قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " مِائَتَيْ مَرَّةٍ فِي يَوْمٍ ، لَمْ يَسْبِقْهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ ، وَلَمْ يُدْرِكُهُ أَحَدٌ بَعْدَهُ ، إِلَّا مَنْ عَمِلَ بِأَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ)).
الثّالث: اليوم الّذي يقابل اللّيلة؛ كقوله تعالى:{ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ} [الحاقّة من:7] ، ومنه حديث المسح على الخفّين: (( جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةٌ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لِلْمُسَافِرِ وَ يَوْمًا وَلَيْلَةً لِلْمُقِيمِ)). والثّالث هو المراد - إن شاء الله - في حديث الباب؛ لدليلين: الأوّل: قوله صلّى الله عليه وسلّم بعدُ: (( حتّى يُمسِي)). الثّاني: رواية عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عند النّسائي في "اليوم واللّيلة" بلفظ: (( مِائَةً إِذَا أَصْبَحَ ، وَمِائَةً إِذَا أَمْسَى)) ["السّلسلة الصّحيحة" (2762)]. - ( مِائَةَ مَرَّةٍ): ظاهر إطلاق الحديث أنّ الأجر المذكورَ يثبت لمن قال هذا التّهليل مائةَ مرّةً في يومه، سواء قاله متواليا أو متفرّقا في مجالس، أو بعضها أوّل النّهار وبعضها آخره، لكنّ الأفضل أن يأتِي به متوالياً في أوّل النّهار، ليكون حرزا له في جميع نهاره. - ( كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ): أي: ما يُعادلُ أجرَ عِتق عشر رقاب { ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.
فضل إذا قلتها عشر مرات صباحاً ومساءً بزيادة (يحيي ويميت) يكتب لك 200 حسنة وتمحى عنك 200 سيئة وترفع لك 200 درجة وتعدل لك عتق 20 رقبة وتكن لك مسلحة يومك كله قال النبي ﷺ: (( من قال حين يصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قدير، عشر مرات، كتب الله له بكل واحدة قالها عشر حسنات، وحط الله عنه بها عشر سيئات، ورفعه الله بها عشر درجات، وكن له كعشر رقاب، وكن له مسلحة من أول النهار إلى آخره، ولم يعمل يومئذ عملا يقهرهن، فإن قال حين يمسي، فمثل ذلك)). الراوي: أبو أيوب الأنصاري. المحدث: أحمد (23614)، حكم الألباني: ((حسن)) ، في صحيح الترغيب (660)، السلسلة الصحيحة (2563). المسلحة: القوم إذا كانوا ذوي سلاح.
وفق الله الجميع. الأسئلة: س: حفظ القرآن ثم نسيه تهاونا يأثم؟ ج: يخشى، ولكن الصحيح أنه لا يأثم بمجرد النسيان، الله يقول: رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286] لكن ينبغي له أن يجتهد ويحرص ويواظب على الدراسة حتى لا ينساه. س: كفار العرب هل يجوز استرقاقهم؟ ج: ينبغي أن يشجعوا على الاستقامة والدخول في الإسلام لئلا يسترقوا، وإلا الصحابة استرقوا بني حنيفة لا حرج، النبي ﷺ قال لجارية عند عائشة: اعتقيها فإنها من ولد إسماعيل لا بأس. وقال: كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل. فالعرب يسترقون بالوجه الشرعي إذا كانوا كفارًا. س: الانصراف قبل أن ينصرف الإمام؟ ج: لا حرج إذا سلم انتهت الصلاة، لكن الأفضل أن يجلس حتى يقول: أستغفر الله ثلاثا، اللهم أنت السلام.. ، ويأتي بالأذكار الشرعية هذا هو الأفضل، وإلا إذا سلم انتهت الصلاة. س: الطهور شطر الإيمان؟ ج: شطره الظاهر يعني نصفه. س: موافقة الإمام في التسليم؟ ج: لا ما ينبغي، بعده، كان الصحابة إذا سلم النبي ﷺ سلموا. س: هل الأفضل الأذكار الواردة بعد صلاة الصبح أم قراءة القرآن؟ ج: الأفضل بعد السلام ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم، سنته عليه الصلاة والسلام إذا سلم الإمام يقول: أستغفر الله ثلاثا، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، وهكذا المأموم ثم يأتي بالأذكار الشرعية.