هناك هجمة شرسة يشنها أعداء الإنسانية، والمتطرفون للترويج للإرهاب والغلو، وترك الاعتدال ومنهج الوسطية، والتأثير على النشء والشباب عبر الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت، والتشجيع على القتل وسفك الدماء (التميمي، 2017: 5). ويعمل مروجو الأفكار الإرهابية إلى استخدام العنصر البشري كوقودٍ لها، من خلال الترويج لأفكار ومناهج مخالفة، ولهذا تزداد مسؤولية الإدارات المدرسية في تعزيز برامج الأمن الفكري القادرة على بناء شخصيات الناشئة وصقلها بما يتوافق والقيم الاجتماعية والمدنية، وأن تشكل سدًا منيعًا ضد الانحراف، وداعمًا رئيسًا للأمن والأمان في المجتمع (السليمان، 2006: 3). لذا فإن تعزيز الوعي الفكري وممارسته من قبل أعضاء المجتمع المدرسي في محاربة التطرف ضروري جدًا؛ لأن الطلابَ في هذه المرحلة في طور التنشئة ونمو الشخصية وتولد القناعات الفكرية لديهم، ويقومون بتكوين وتبني النهج الاعتقادي، لذا فإنهم يكونون في حاجةٍ كبيرة للتوضيح وفهم الأمور بصورة أكبر. ومن هنا تأتي أهمية دور المجتمع المدرسي الذي يمثل قدوة حقيقية لهم، ويقوم بدور تربوي يؤثر عليهم، ويحقق التغيير الهادف في شخصيتهم. لقد عانتِ المملكةُ العربية السعودية التطرف الفكري، والذي بدأ بفكرة إخراج الكفار من جزيرة العرب، إلى قتل المدنيين والعسكريين من أبناء الوطن، وتفجير المرافق الدينية، والترصد لرجال الأمن وقتلهم؛ وتشجيع الشباب على الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية، في أماكن الصراعات في سوريا والعراق.
محمد بن خلف ابن الشيخ* يموج العالم اليومَ بتغيراتٍ فكرية كبيرة، نتج عنها عدد من الانحرافات السلوكية والعقائدية، وصلت إلى التطرف الفكري في حالات عدّة، وأصبح كثيرٌ من المجتمعات البشرية يعيش في حالةٍ من الفوضى وعدم الاستقرار؛ بسبب انتشار الجماعات المتطرفة التي عملت على بثّ الكراهية بين أفراد المجتمع الواحد؛ على اختلاف ثقافاتهم، وتوجهاتهم، ومعتقداتهم، وفي بعض المجتمعات تزايد تطرف هذه الجماعات إلى ممارسة العنف والإرهاب، وأصبحت هذه الجماعات تهدد أمن وسلامة المجتمعات البشرية ومستقبلها. تركز هذه الجماعات على فئة الشباب، وتحاول السيطرة على عقولهم بشتى الطرق والوسائل، ومن هنا، كان من الضروري الاتجاه إلى توعية الشباب، في هذه المجتمعات، خاصة الطّلاب والطالبات، بأهدافِ هذه الجماعات وإيضاح خطرهم حتى لا يكونوا فريسةً سهله لهم، وذلك بتضافر جهود أجهزة الدولة ومؤسساتها، ومؤسسات المجتمع والأفراد من خلال منظومة هادفة وفاعلة للأمن الفكري. وتعتمد معظم دول العالم على المؤسسات الاجتماعية والتربوية فيها لحماية الأجيال الجديدة من خلال برامج التوعية، وتنمية الجوانب النفسية والعقلية لديهم، ليتحصنوا من الأفكار المتطرفة، وتقع عليها مسؤولية وضع الخطط التربوية بما يُسهم في حماية الطلاب والطالبات، فكريًا، وتنميتهم لخدمة الوطن والحفاظ على أمنه ومقدراته.
ولمواجهة ذلك، عززتِ الدولةُ جهودَها لمكافحة الفكر المتطرف، بوسائل متنوعة، ومن ضمنها برنامج فَطِن، الذي بدأ عمله في أبريل 2015. وهو برنامج وطني لوقاية المجتمع السعودي من المهددات الأمنية والاجتماعية والثقافية والصحية والاقتصادية، يستهدف المجتمعات التعليمية، بالتعاون مع المؤسسات ذات العلاقة، ومنها وزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة الداخلية، ووزارة الصحة، ووزارة الشؤون الإسلامية، والرئاسة العامة لرعاية الشباب والجامعات. وتمثلت رسالةُ البرنامج وأهدافه، في السعي للإسهام في التحصين النفسي للطلاب والطالبات، من خلال ما يقدمه البرنامج، لوقايتهم من آفة المخدرات والسلوكيات الخطرة، والأفكار المنحرفة. ويشير الموقع الإلكتروني للبرنامج ()، إلى أنه سعى لتحقيق غاياته من خلال إعداد وتصميم أدواتٍ تُقدَّم للمجتمعات المستهدفة منها (حقائب تدريبية، ومدربون، برامج تدريبية، وحملات توعوية، ومراكز استشارات) وبناء علاقات فاعلة مع المؤسسات ذات العلاقة، وفرق تطوعية بالتواصل مع الجميع من خلال موقع إلكتروني وغيره من وسائل التواصل الأخرى؛ مستثمرين مصادر الدعم المادي والمعنوي كافة، ومنها ما يعتمد على الشراكات مع القطاع الخاص.
آخر تحديث: الأربعاء 8 ربيع الثاني 1439 هـ - 27 ديسمبر 2017 KSA 04:06 - GMT 01:06 تارخ النشر: الأربعاء 8 ربيع الثاني 1439 هـ - 27 ديسمبر 2017 KSA 23:00 - GMT 20:00 أطلقت وزارة التعليم برنامجاً بعنوان الوعي الفكري يضم تحت أجنحته برنامج فطن الذي سعد الجميع بإعلان وفاته وحصانه الذي لا أعرف عنه شيئاً والتوعية الإسلامية التي لا تخفى على كل من عاصر الصحوة. ذكرني الوعي الفكري بما سموه يوماً الأمن الفكري. كان للأمن الفكري دور عظيم في بناء ما نبذل الغالي والرخيص للخروج منه اليوم. قوة مصطلح الأمن الفكري أن ربط بين كلمة أمن وكلمة فكر. الأمن من ضرورات المجتمعات المستقرة ولكنه يمكن أن يكون بوابة مشرعة للقمع. دمجه في مصطلح واحد مع الفكر (شقيق الحرية) يجعل الإنسان يراجع مفهومه لكلمة فكر. من عاش ذروة الصحوة لا يحتاج إلى هذه المراجعة. أفصح المصطلح عن تطبيقاته. منع الكتب من دخول البلاد وأوقف معرض الكتاب الوليد وسحبت الكتب المميزة من المكتبات العامة وحوربت النوادي الأدبية واتهم كتاب الحداثة بالزندقة والكفر والصهينة والتغريب. تفاقمت تطبيقات الأمن الفكري حتى أصبح المصطلح ذاته متخلفاً عن احتياجات الأمن الفكري المطلوبة بعد أن دخلت البلاد المرحلة التالية التي مهد لها هذا المصطلح.
واستهدف البرنامج عدة مشروعاتٍ؛ منها التدريب، والمسابقات، والتثقيف، والاستشارات، وتنمية المسؤولية الاجتماعية. وقد حددت أهم المشكلات التي يسعى البرنامج لمواجهتها، وهي (غياب الهوية، ونقص المهارات الشخصية والاجتماعية، والمهددات الأمنية، وتشتت الجهود). وفي أكتوبر 2017 تم إيقاف البرنامج لمزيد من الدراسة والتطوير، بما يحقق الأهداف المرسومة له. ولتقييم الدور الذي قام به برنامج فطن، ومدى ما تمكن من تحقيقه من أهداف، تسعى هذه الورقة البحثية إلى محاولة تقديم صورة واضحة للبرنامج. لمتابعة قراءة الدراسة يرجى الضغط على الرابط التالي: تنزيل التقرير الكامل *محمد بن خلف بن عبد الرحمن ابن الشيخ، مشرف عام بمركز الوعي الفكري بوزارة التعليم السعودية، ومستشار تطويري للبرامج بكلية التربية بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، ومحاضر متعاون في مركز خدمة المجتمع بجامعة الملك سعود.
ارتفعت أصوات الجهاد وتلتها بوقت قصير أصوات التفجيرات والأعمال الإرهابية. عاد الإعلام والكتاب والمثقفون إلى العمل مجدداً. القضية لم تعد حجراً ثقافياً وترويج خرافة. انتقلت القضية إلى أرواح الناس ومست الأمن الوطني. كان الدعاة كما كانوا دائماً يسيطرون على المنابر الساخنة شديدة التأثير. المساجد وفصول الدراسة ووسائل الإعلام (التلفزيون والإذاعة). تمتع الكتاب والمثقفون بحرية نقد واسعة. جعلوا على رأس أولوياتهم محاربة الإرهاب والدعوة لحقوق المرأة وعودة الفنون ومظاهر الفرح المختلفة إلا أن وسيلتهم في التواصل مع الجماهير ظلت باردة. الجرائد والمجلات المطبوعة. رغم هذا كان تأثيرهم كبيراً. انثقبت ساحة الانغلاق والجهاد بقوة إعلامية منافسة وغير متوقعة فعاد مصطلح الأمن الفكري في ثوب جديد اسمه الوسطية. طالب عدد من دعاة الجهاد سرعة التحول إلى الوسطية نظراً للحاجة القصوى لها. في هذه المرحلة الحساسة أصبح مصطلح الأمن الفكري أو حسب اسمه الجديد (الوسطية) ثنائي الشفرة. الإرهاب والليبرالية. فوجئ المجتمع أن دعاة الجهاد صاروا يمثلون الوسطية. عن يمينهم داعش وعن يسارهم فاحش (الكتاب والصحفيون). صرخة نقد بناءة توجه للبغدادي (إخواننا بغوا علينا) وكيل من الاتهامات والتخوين توجه للكتاب والصحفيين والقنوات الفضائية.
من حسن الحظ أن الأحداث أسرع من قدرتهم على المراوغة. تساقطوا كورق الخريف وأكثرهم انكشفت حقيقته. لكن هذا لا يعني أن غراسهم اندثر. أتمنى من معالي الوزير المتابعة والمراقبة والحزم. نقلا عن " الرياض " ** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.
ويكفي أن نعلم أن الجهود التعدينية والاستشكافية قد رصدت 3576 موقعًا للمعادن الثمينة؛ إذ تم رصد 980 موقعًا للذهب، و610 مواقع للفضة، و856 للنحاس، و477 موقعًا للزنك، و284 موقعًا للرصاص، و76 للنيكل، و117 موقعًا للكروم، و176 موقعًا للعناصر النادرة الأخرى. الذهب قدرت وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية احتياطي المملكة من الذهب بأكثر من 19 مليون أوقية، وذلك من خلال 980 موقعًا للذهب، بقيمة سوقية حالية تتجاوز نحو 88 مليار ريال (23 مليار دولار). إلا أن كل الدلائل تشير إلى أن هذا الاحتياطي بما يُضاف إليه بالاستشكافات الجديدة أكبر مما يستقطع منه بالاستخراج والإنتاج. الفوسفات تشير تقديرات وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية إلى أن المملكة تمتلك نحو مليارَي طن من خام الفوسفات، ويصل حجم الاحتياطيات المؤكدة إلى 313 مليون طن، بقيمة سوقية تقريبية 423 مليار ريال أو ما يعادل 113 مليار دولار. وتحتل المملكة حاليًا المرتبة الثالثة عالميًّا في إنتاج الفوسفات والأسمدة. هذا بجانب 380 مليون طن من خام الحديد، ونحو 300 مليون طن من خام الألمنيوم، ومليون طن من معدنَي الزنك والنحاس. وإذا قدرنا القيمة السوقية لاحتياطيات هذه الخامات فستناهز التريليونات من الدولارات.
وقال الشاعر: تواضع تكن كالنجم لاح لناظرٍ *** على صفحات الماء وهو رفيعُ ولا تك كالدخان يعلو بنفسه *** إلى طبقات الجو وهو وضيعُ ووصف الله عز وجل عباده الذين هداهم للإيمان فقال سبحانه: { أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة: 54]، قال ابن الحاج رحمه الله: "من أراد الرفعة فليتواضع لله تعالى؛ فإن العزة لا تقع إلا بقدرِ النزولِ، ألا ترى أن الماءَ لما نزلَ إلى أصلِ الشجرةِ صعدَ إلى أعلاها فكأن سائلاً سأله: ما صعدَ بِكَ هنا -أعني في رأس الشجرة- وأنت تحت أصلها؟ فكأن لسان حاله يقول: من تواضع لله رفعه" (من أخلاق الرسول المصري 694). مع سيد المتواضعين المصطفى صلى الله عليه وسلم: أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل طعاماً لعق أصابعه الثلاث، وقال: « إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان، وأمر أن تسلت القصعة قال: فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة » (مسلم: 2034)، وأخرج ابن ماجه في سننه بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "أحبوا المساكين فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: « اللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة »" (حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة: 308).
لذلك، فإن تعزيز البرامج الفكرية أصبح ضرورةً ملحة، في ظل التلوث الثقافي والفكري والسياسي. وتمثل التوعية الفكرية وجهود الأمن الفكري مجموع الفعاليات والأنشطة التي تقوم بها المؤسسات التربوية لتحصين عقول الطلاب والطالبات بالأفكار السليمة المتعلقة بالدين والسياسة والثقافة في مواجهة الأفكار التي تتعارض مع الفكر الصحيح في المجتمع لإعداد وتكوين الشخصية المنفتحة، مع العالم، السوية الفاعلة. ويرى كثيرٌ من الباحثين أهميةَ برامج الوعي الفكري في المدارس، وضرورة أن يأتي على قائمة الأولويات التربوية باعتباره محققًا لأمنِ واستقرار المجتمعات، وأهمية استثمار المؤسسات التربوية في تحقيق الأمن عبر آلياتها المختلفة، خاصةً المدارس التي تُعتبر من مؤسسات التنشئة الاجتماعية التي تستند إليها تربية الطلاب وتهذيبهم وتعليمهم وتهيئتهم لمستقبلهم ومجتمعهم وحمايتهم من الانحراف الفكري. ويعدّ تعزيز الأمن الفكري لدى الناشئة أقصر الطرق، وأفضلها، لتحقيق المجتمع الآمن المستقر، فكلما زاد الفرد وعيًا وفهمًا وإدراكًا؛ كان أكثر انتماءً للوطن، وأكثر حرصًا على أمنه واستقراره. وإذا كانت الأمم تسعى إلى الإبداع والعبقرية والنبوغ، فإن برامج الأمن الفكري من شأنها توفير المناخ الملائم لتحقيق الإبداع والرقي والحضارة، فالحضارات الراقية، على مر التاريخ، ما قامت إلّا على فكر حر وبيئة آمنة مطمئنة، كما أنَّ الرخاء الاقتصادي لا يتحقق في مجتمع ما بدون وجود هذه البيئة (شلدان، 2013، 43).